المنطلق الأساسي:
لقد شرف الله المسلمين بالإسناد، واختصهم به دون سائر الأمم. وإن مصطلح الحديث الدقيق
الذي ألفه علماؤنا، أساس متين لتقييم صحة النصوص، وهو كذلك لا مثيل له في أي نظام علمي
لدى الأمم الأخرى. وقد تلقت أمهات الكتب الإسلامية أعلى مراتب الخدمة في هذا المجال،
غير أنه، وللأسف، فإن عالم الطباعة والنشر لم يتقيد على الدوام بتلك المعايير.
الوضع الحالي:
إن كثيرا من الكتب الإسلامية المطبوعة حاليا، خالية من أي معلومات حول موثوقية
النصوص الواردة فيها. وإن هذا المشكل يتفاقم عندما تنشر الكتب لأغراض تجارية بحتة،
مما يضع القارئ في ارتباك خطير.
لقد بذلت جهود متغايرة لتحقيق العديد من الطبعات، ولا يبدو أن
هناك طريقة نظامية
لتقييم صحة الكتب
المطبوعة، عدا إحساس
طفيف بالثقة بناء على
خبرتك السابقة مع إحدى
دور النشر المعينة. فقد
نجد مثلا طبعتين من نفس
الكتاب لدى ناشرين
مختلفين، وكلاهما يدعي
عمل التحقيق وحقوق
النشر، ثم تجد بعدها أن
الطبعتين هما صورتان
على الـ أوفسيت"
لطبعة ثالثة غير مذكورة
(وجميعها تحتوي على نفس
الأخطاء)، ولا تختلف
إلا في بضع صفحات
بأولها. وإن هذا ليخالف
مسؤولية أمانة النقل
بلا شك، لأن القارئ لا
يمكنه الحصول على أي
معلومات حقيقية حول أصل
تلك الطبعة الحقيقي.
وبذلك، فإن ما أفنى
أسلافنا جهودهم في
تأمينه لنا بالمجان،
بدأ ينقرض تحت وطأة
التحويل التجاري لتلك
الإنجازات.
هدفنا:
إن من أهم مهماتنا في
خطة التوسعة هذه، بإذن
الله تعالى، هو تكوين
واعتماد منهجية راسخة
وشاملة لتحقيق النصوص،
تجعل ذلك المشروع قيما
جدا إن شاء الله، بسبب
موثوقية نصوصه، إضافة
إلى سهولة البحث فيه
وموسوعيته وقلة ثمنه.
هذا وإن مشروع المحدث
أكثر تهيّئا للنجاح في
هذا الغَرَض من البرامج
التجارية، لكونه غير
مبني على الربح. إذ يصعب
على شركات البرمجة أن
تطور مشروع "تحقيق"
شامل مثله، بحيث يكون
زهيد الثمن، ويحقق ربحا
مناسبا في الوقت نفسه.
لذلك فإن من أهم
أهدافنا أن نقدم التراث
الإسلامي إلى أمتنا على
المجال الإلكتروني،
ساعين ما استطعنا في
توثيق النصوص، والحفاظ
على أمانة النقل،
وتيسير اقتنائه
وانتشاره. وتلك خدمة
عظيمة للمسلمين نتشرف
بمحاولة القيام
بأدائها بعون الله
تعالى.
التحقيق:
تجري حاليا دراسة عدة
درجات من التحقيق:
تحقيق عادي
للنصوص، للتأكد أن
النص الإلكتروني
مطابق لمصدره
المطبوع أو
المخطوط.
انتقاء
أكثر المراجع
موثوقية، من بين
مختلف الطبعات
المتوفرة.
العودة إلى
المخطوطات
المتوفرة، في حال
عدم وجود نسخة
مطبوعة موثوقة.
تبيين
اختلاف النصوص،
بين مختلف النسخ
للكتاب الواحد، إن
أمكن.
استعمال
برنامج "المحدث"
(وغيره إذا اقتضى
الأمر) لإضافة
حواشي طفيفة:
- شروح مختصرة
للكلمات الصعبة،
- تحقيق مختصر
للأحاديث والنصوص
"المُشكـَـلة"،
- توضيح الأفكار
المبهمة أو
المعقدة،
والاستعانة بنصوص
من مراجع اخرى إن
لزم الأمر.
المنهجية:
يلزم اعتماد منهجية واضحة وشاملة لكل من الكتب، لاختيار درجة التحقيق المطلوبة.
فيلزم تكريس جهدا أكثر إذا كان النص بالغ الأهمية، أو إذا كانت المصادر المتوفرة غير
موثوقة.
الاستيعاب:
يهدف المشروع، إن شاء الله، إلى الاستمرار في توسيع مكتبة المحدث، بحيث نتمكن من تقدمة
أمهات المراجع الإسلامية، في سائر العلوم الشرعية.
الأهداف
التفصيلية، بإذن الله:
يُظْهِر برنامجنا، في وضعه الحالي، معلومات حول الطرق المتبعة للتدقيق، وذلك
عند بداية عرض نتائج البحث ضمن أي من الكتب.
وهدفنا إن شاء الله هو وصف طريقة التحقيق بتفصيل أكثر، واتباع منهجية شاملة في ذلك،
وكذلك تحسين طريقتنا المتبعة في التدقيق والتحقيق، وفي انتقاء مصادرنا من كتب ومخطوطات.